
الرجل الذي كان يتردد على جيراني في البناية لم تكن لزيارته مواعيد محددة. ذلك انه لم يكن يؤدي عملا محددا. انه واحد من جموع اللبنانيين الذين ضاقت بهم مهنهم الأصلية: اما لعدم توفر مكان شاغر فيها، او لتدني اجورهم. مما دفعهم الى البحث عن »أي شيء« للتمكن من إحداث خروقات في خط الفقر الذي يمكثون تحته، ولونه ليس أزرق كخط الترسيم الحدودي بالمناسبة، هو خط مرشح للتحول الى خط للتوتر العالي بجهود المسؤولين إن شاء الله.
والرجل، كان يتردد على البناية متسقطا حاجات لا يمكن لغيره قضاؤها: لا السنكري الذي يوحي أجره بأنه خريج السوربون. ولا الكهربجي الذي يبدو مما يطلبه على التصليحات انه في صدد تحصيل ما صرفه على نفسه للتخصص سنوات في جامعة جورج تاون. او الخادمة التي صارحتني بأنها تفضل ان أعرّف عنها أمام صديقاتي بصفة: »مديرة منزل« مع ان منزلي هو مجرد غرفة نوم وصالون ومصطبة.
|
الصور |
0